هل يمكن لمكان السباحة أن يسبب لك الأمراض؟
السباحة من الأنشطة الرياضية الممتعة والمفيدة التي يحبها الكثيرون حول العالم. إنها توفر العديد من الفوائد الصحية للجسم، بما في ذلك تقوية العضلات، تحسين اللياقة البدنية، وزيادة القدرة على التحمل. لكن رغم هذه الفوائد، فإن السباحة في بعض الأماكن قد تعرض الشخص للإصابة بعدد من الأمراض والعدوى التي قد تؤثر على صحته بشكل سلبي. لذلك، من المهم أن يكون الشخص على دراية بالمخاطر المحتملة التي قد تنشأ نتيجة للسباحة في أماكن غير نظيفة أو غير مؤمنة صحياً.
في هذا المقال، سنتناول مختلف الأمراض التي قد تصيب السباحين بسبب الظروف غير الصحية للمسابح والأماكن المائية، بالإضافة إلى كيفية الوقاية من هذه الأمراض.
1. الأمراض الجلدية الناتجة عن السباحة في الأماكن الملوثة
من أبرز المخاطر الصحية التي قد تنشأ عن السباحة في أماكن ملوثة هي الأمراض الجلدية، وهي تلك التي تصيب الجلد نتيجة للبكتيريا والفطريات التي تتواجد في المياه الملوثة. يمكن أن تؤدي المياه الملوثة إلى الإصابة بالتهابات جلدية تظهر على شكل طفح جلدي، تهيج في الجلد، أو حتى التقرحات الجلدية.
الفطريات التي تعيش في المسابح الملوثة تعد من العوامل الرئيسية التي تسبب التهابات فطرية مثل السعفة، وهي عدوى فطرية تصيب الجلد، الشعر، أو الأظافر. من جهة أخرى، قد تتسبب البكتيريا مثل الإيشيريشيا كولاي (E. coli) و الستافيلوكوكس في حدوث التهابات بكتيرية قد تؤدي إلى احمرار الجلد، التهاب الأنسجة، والشعور بالحكة والحرقة.
لتقليل هذه المخاطر، يجب على الشخص التأكد من نظافة المسبح قبل السباحة، وتجنب السباحة في الأماكن التي يظهر فيها تجمعات من الأوساخ أو المواد العضوية.
2. التسمم الكيميائي نتيجة المواد المعقمة
المسابح العامة تستخدم مواد تعقيم، مثل الكلور، لتطهير المياه وقتل البكتيريا والفيروسات. ورغم أن الكلور فعال في تطهير المياه، إلا أن التعرض المستمر أو المباشر لمستويات عالية من هذه المواد يمكن أن يؤدي إلى التسمم الكيميائي.
عند السباحة في مياه تحتوي على تركيزات عالية من الكلور، قد يعاني السباح من تهيج في العينين، الحنجرة، والجلد. في بعض الحالات، قد يتسبب ذلك في مشاكل تنفسية مثل السعال أو ضيق التنفس. على الرغم من أن مستويات الكلور في المسابح عادة ما تكون خاضعة للرقابة، إلا أن بعض المسابح قد تكون فيها تركيزات عالية من المواد الكيميائية إذا كانت لا تخضع لصيانة دورية.
3. التعرض للأمراض الفيروسية في المسابح
هناك العديد من الفيروسات التي يمكن أن تنتقل عبر المياه الملوثة والتي يمكن أن تؤدي إلى عدوى فيروسية. من أبرز هذه الفيروسات فيروس نوروفيروس، الذي يسبب التسمم الغذائي وأعراضه تشمل الإسهال والقيء، كما أن فيروس الهربس البسيط، الذي يسبب القروح الباردة على الشفاه، قد ينتقل من شخص إلى آخر عند السباحة في مياه ملوثة.
يجب على الأشخاص الذين يعانون من أعراض نزلات البرد أو الإسهال تجنب السباحة في الأماكن العامة لتفادي نقل العدوى إلى الآخرين. كما يُنصح بالابتعاد عن المسابح المزدحمة أو التي تحتوي على ماء عكر أو ملوث.
4. التسمم بسبب البكتيريا المعوية
قد تحتوي بعض المسابح العامة على مستويات عالية من البكتيريا المعوية، مثل الإيشيريشيا كولاي (E. coli) التي يمكن أن تنتقل إلى الماء نتيجة للإفرازات البشرية أو فضلات الحيوانات. هذه البكتيريا قد تؤدي إلى إصابة الشخص بتسمم غذائي أو إسهال شديد، وقد تكون أكثر خطورة للأطفال الصغار وكبار السن.
في بعض الحالات، يمكن أن يسبب الكلوستريديوم ديفيسيل وهو نوع من البكتيريا التي تصيب الأمعاء، التهابات معوية شديدة وتسمم. هذه العدوى قد تكون نتيجة للسباحة في مسابح غير نظيفة حيث تتراكم الفضلات أو المواد العضوية.
5. التعرض لمشاكل الأذن
التهاب الأذن الوسطى أو ما يُسمى أذن السباح هو حالة شائعة تحدث نتيجة لتعرض الأذن للمياه الملوثة. يتسبب ذلك في دخول المياه إلى الأذن لفترة طويلة، مما يخلق بيئة رطبة مثالية لنمو البكتيريا والفطريات. تظهر أعراض هذا النوع من الالتهاب في صورة ألم في الأذن، حكة، أو إفرازات مائية.
6. أمراض الجهاز التنفسي من خلال استنشاق الهواء الملوث
في بعض الأحيان، قد تحتوي بعض المسابح المغلقة على نسبة عالية من الرطوبة أو الكلور في الهواء. يؤدي استنشاق هذه المواد الكيميائية إلى التسبب في تهيج الجهاز التنفسي، مما قد يؤدي إلى مشاكل مثل السعال المزمن، احتقان الأنف، أو ضيق التنفس. قد يكون الأشخاص الذين يعانون من أمراض تنفسية مثل الربو أو الحساسية أكثر عرضة للتأثيرات السلبية لهذه المواد الكيميائية.
7. الأمراض المنقولة عن طريق الاتصال المباشر
يمكن أن يتسبب الأشخاص الذين يعانون من العدوى الجلدية مثل التينيا أو القوباء في نقل العدوى إلى الآخرين أثناء السباحة في المسبح. هذه العدوى قد تنتقل بسهولة في المسابح العامة إذا لم يتم تطبيق الممارسات الصحية اللازمة.
8. التسمم بالزئبق والمعادن الثقيلة
في بعض المسابح القديمة، قد يحتوي الماء على المعادن الثقيلة مثل الزئبق أو الكروم، وهي مواد سامة يمكن أن تؤدي إلى تلوث المياه والتسبب في الإصابة بأمراض مزمنة مثل مشاكل الكلى، اضطرابات الجهاز العصبي، وغيرها من الأمراض الخطيرة.
9. كيفية الوقاية من الأمراض المرتبطة بالسباحة
لحماية نفسك من الأمراض المتعلقة بالسباحة، من المهم اتخاذ بعض الاحتياطات:
-
التحقق من نظافة المسبح: تأكد من أن المسبح الذي تسبح فيه نظيف ويخضع للصيانة الدورية.
-
تجنب السباحة في المياه الملوثة: لا تسبح في المسابح التي تحتوي على مياه عكر أو بها روائح غير طبيعية.
-
الاستحمام قبل السباحة: يساعد الاستحمام قبل الدخول إلى المسبح في تقليل كمية الجراثيم التي يمكن أن تدخل المياه.
-
تجنب السباحة إذا كنت مريضاً: لا تسبح إذا كنت مصاباً بالتهابات أو نزلات برد لتفادي نقل العدوى للآخرين.
-
إغلاق الأذن أثناء السباحة: استخدم سدادات الأذن لتقليل خطر الإصابة بالتهابات الأذن.
10. الخاتمة
في الختام، يمكن أن يتسبب السباحة في أماكن غير نظيفة أو ملوثة بعدد من الأمراض التي تؤثر على صحة الشخص. تشمل هذه الأمراض التهابات جلدية، أمراض معوية، التسمم الكيميائي، وأمراض الأذن والجهاز التنفسي. لذلك، من الضروري أن يتخذ السباحون الاحتياطات اللازمة لضمان سلامتهم وتجنب الإصابة بأي عدوى. باتباع نصائح النظافة الشخصية وممارسات السباحة الآمنة، يمكن للمرء الاستمتاع بهذه الرياضة المائية دون القلق من المخاطر الصحية المرتبطة بها.
